من أنا

طلاب الفرقة الرابعة قسم الوثائق والمكتبات والمعلومات كلية الآداب- جامعه المنصورة فريق العمل: محمد السيد محمد - عليه هاني رمزي - ساره أحمد صلاح.

الأربعاء، 16 نوفمبر 2011

تاريخ الفتنة الطائفية في مصر قبل دخول الإسلام

علي حد قول د."محمد نور فرحات" في حديثه حول العنف الطائفي:" ليس صحيحاً ما يروج له البعض من أقاويل كاذبة تفتري علي التاريخ بان المسلمين والأقباط كانوا دائما يعيشون في وطن واحد في حالة وئام وانسجام يرفعون شعار وحدة الهلال مع الصليب، وليس صحيحا أن خلافاتهم الطائفية الدينية التي نشهدها اليوم هي من الأمور العارضة علي التاريخ المصري"، ولذا فان الحل القطعي لعدم معاودة هذه الأحداث كل فترة، هو بحثها خارج إطار الدين الاسلامي، والمسيحي، وإنما عبر الإطار الثقافي للمجتمع المصري، مما دفعنا إلي البحث عن جذور الفتنة الطائفية قبل دخول الإسلام إلي مصر، من اجل الوقوف علي صورتها الأولي التاريخية، والتي تعتبر الفتنة اليوم احد الإصدارات الحديثة لنفس الصورة الأولي، فقد كان خروج اليهود من مصر نهاية لأول مرحلة في تاريخ الفتن الطائفية التي مرت بها مصر عبر تاريخها القديم، ثم تأتي مرحلة دخول المسيحية إلي مصر، وبداية الصدام الثقافي المصري مع المسيحية، ثم دخول الإسلام، ومعركة الذوبان، والاستقلال الثقافي الذي مرت به العقلية الشعبية المصرية، للموروث المصري القديم، بين المسيحية الأرثوذوكسية، والإسلام المصري. المصريون والمسيحية قبل الفتح العربي قام د."محمد عبد الفتاح السيد" بدراسة علاقة المصريين بالمسيحية قبل الفتح العربي، في كتابه"المصريون والمسيحية حتي الفتح العربي"، وهو قد ابتعد عن المصادر التاريخية العربية المتأخرة، كما كان موضوعياً بابتعاده عن كتابات رجال الدين المسيحي، كما اعتمدنا في مرجعيتنا التاريخية لهذه الفترة علي كتاب الآنسة"لويزا باتشر" والمعروف باسم"تاريخ الأمة القبطية"، وعلي كتاب"قصة الكنيسة القبطية" تأليف المؤرخة د."إيريس حبيب المصري"(1910ـ 1994م)، ويثور السؤال هنا حول البحث عن جذور للفتنة الطائفية في مصر في تلك الفترة التي سبقت دخول الإسلام لمصر؟ حتي نكون علي بينة إلي اي مدي تكون الفتنة الطائفية اليوم راجعة إلي الإسلام كدين، أو إلي المسيحية كدين، وليست راجعة إلي الطبيعة الخاصة للشعب المصري قبل أن يعرف المسيحية والإسلام؟ وكانت هذه الفترة رغم ثرائها في أحداثها، إلا أنها كانت مضببة بسبب المذاهب الدينية التي غلفتها، فقد رأينا إعادة قراءة ما تيسر من تاريخ تلك الفترة. أصل مصر المسيحية ثبت بالبرديات الإنجيلية المكتشفة حديثاً في نجع حمادي، أن مصر عرفت المسيحية منذ القرن الأول الميلادي، إلا أنها لم تعرفها بصورتها التي هي عليها اليوم كدين عالمي، وإنما عرفتها بالتصادم معها كصراع بين المحلية، والعالمية، فالكرازة المرقسية في بدايتها لم تجد شعب مصر مسيحيا، ولكنه كان شعباً يتمتع بحرية التنوع الديني علي نحو متعدد، وواسع، أجبرته المسيحية علي التخلي عن ذلك التنوع، والدليل علي ذلك هو نظام الرهبنة في الكنيسة الاثوذوكسية المصرية والذي يميزها عن غيرها من الكنائس علي مستوي العالم، وهو ما حدا بالباحث السويسري"بوريس مورافييف" في كتابه"المعرفة الباطنية"، أن يلقي علي عاتق المسلمين المصريين والمسيحيين المصريين الأرثوذكس مهمة إنقاذ العالم لما يتمتعون به من خصائص المعرفة الباطنية المصرية القديمة، وان يصف المعرفة الباطنية للكنيسة المصرية الأرثوذوكسية بأوصاف تمت للموروث الثقافي المصري بصلات اكبر من صلاتها بالمسيحية الغربية، ولنفس الأسباب ترك الفيلسوف الفرنسي"رينيه جينو"(1886ـ 1951م) المسيحية الغربية في فرنسا، وجاء إلي مصر في العام 1930م، ليصبح صوفياً إسلامياً من الطراز الأول، واسمه"عبد الواحد يحيي"، إن السر يكمن في مصر، وفي قدرة الديانتين المسيحية، والإسلامية، علي التحرك المتنامي عبر هذا الموروث المصري الشعبي الأصيل، فالرهبنة المصرية هي الانتصار للخصوصية المصرية في مواجهة المسيحية الغربية الدخيلة علي ثقافته، وعند اللحظة التي تم فيها الاعتراف بالمسيحية كدين رسمي لمصر كأحد الولايات الرومانية، في مطلع القرن الرابع الميلادي، أصبحت المسيحية عنواناً للصراع السياسي بعد أن أصبحت المسيحية المصرية ذات خصوصية قومية مصرية، فالنكهة الدينية المسيحية المصرية التي جعلت المسيحية تتحول من دين غريب علي المصريين إلي دين مقبول، قد وقفت علي أعتاب الخصوصية الثقافية المترسبة في الوجدان الشعبي المصري عبر آلاف السنين، وكانت أولي وقائع الفتنة الطائفية في مصر، هي نتاج صعوبة الوحدة الدينية للكنيسة في ظل موروث شعبي يميل إلي تعدد الآلهة، فضلاً عن الضغوط الاستعمارية للاحتلال الروماني، ويظل التاريخ إلي يومنا هذا يقدم نماذج لصعوبة هذه الوحدة علي المستوي الشعبي، وعبر تنوعات مختلفة لضغوط مستعمرين متنوعين، هذا فضلاً عن حدوث ثورات علي السلطة الكنسية الدينية، كانت شرارتها الأولي مع"اوريجانوس" الذي أعلن تمرده علي السلطة الكنسية، وفتح الباب أمام حدوث انشقاق ديني محلي بين تعاليم الكنيسة، وتعاليم الأديرة، فكشف ذلك عن دور الحراك السياسي والاجتماعي في مفهوم الدين لدي المصريين، انتقل كما هو ليأخذ شكل الصراع بين السلفية الإسلامية والاعتدالية كما تعبر عنها المؤسسات الرسمية في الدولة في يومنا هذا، فعرفت مصر الفتنة الطائفية الأولي لها عبر الصدام بين المعرفة الدينية المسيحية كما وقرت في الوجدان الشعبي المصري، وبين الكنسية كسلطة متفردة ترعي معرفة كنسية خاصة في مواجهة تلك المعرفة الشعبية، وتحولت هذه الفتنة لتأخذ أشكالاً أخري متعددة عبر التاريخ المصري، حتي وصلت تحت عباءة الإسلام إلي نفس الصراع، بين نفس الكتلتين، فكانت الفتنة المعتمدة علي الصدام بين الدين الاسلامي الشعبي في مصر، وسلطة المعرفة الدينية كما يعبر عنها الفقهاء، وهي ما تعرف بمعركة السلفية الإسلامية. مصريون عظماء نحتاج اليوم لمصريين عظماء، أمثال"كيرينثوس"، و"كربوكراتيس"، و"فالنتينيوس"، هؤلاء المفكرون الذين تمكنوا من صبغ اللاهوت المسيحي بالثقافة الشعبية المصرية، دون حدوث تقويض للأساس الفكري الديني المسيحي، والذين فسروا آيات الإنجيل عبر الموروث الثقافي المصري، حتي أصبحت الثقافة المصرية دليلاً علي الديانة المسيحية، وتصبح المسيحية بسبب هذه الثقافة المصرية في حاجة إلي إعادة تهذيب في مواجهة الموروث الثقافي الطاغي من السحر، والشعوذة، وعبادة الأصنام، فيقوم بهذا الإحياء"كليمنت"، و"اوريجانوس"، فهكذا دائماً حظ دين المصريين، يحتاج إلي إعادة إحياء لعلومه بسبب المد الثقافي الشعبي الطاغي، فما تقوم به الجماعات السلفية الإسلامية اليوم، ما هو إلا إعادة لموقف رجال الدين التاريخي، من القوة الطاغية للشخصية المصرية الموجودة مؤثرة بقوة علي اي دين يأتي إليها، فالكنيسة المصرية اليوم بعبلها هي تتويج لانتصار الثقافة المصرية الشعبية، علي الديانة المسيحية الغربية، كما أن الإسلام في مصر اليوم هو إسلام خاص يختلف عن الإسلام المنتشر في أرجاء العالم، هو نتاج تفاعل درامي، مع ديناميكية التطور الذاتي التي يتمتع بها الإسلام، عبر الثقافات المتنوعة التي مر بها زماناً، ومكاناً، وان اي محاولة للتعرض للإسلام علي النحو الذي يقوم به السلفيون، هي محاولة لسلب الإسلام خاصيته التي تغلغل بسببها إلي المجتمع المصري، فالفتنة الطائفية في جذورها الأولي تقوم علي صدام بين الموروث الشعبي المصري، وبين الثقافة الدخيلة التي يتبناها رجال الدين، فعبر ستة قرون منذ دخول المسيحية مصر، حتي بداية القرن السابع الميلادي، تأسست قاعدة قوية من أسس الفتنة الطائفية في مصر، قبل دخول الإسلام إليها. هناك فرق هناك فرق بين تشكيل الدين المسيحي في مصر، وبين تشكيل الدين الاسلامي، من حيث مدي تأثير وجود المستعمر الاجنبي في مصر، عند لحظات التدين المصرية الأولي، فقد دخلت المسيحية مصر، وهي مستعمرة من الدولة الرومانية، فأدي هذا الاستعمار إلي وجود صراع أثناء تشكيل الدين المسيحي في مصر مع المستعمر، وأثر هذا الصراع علي شكل منتجه الديني المسيحي، وحتي بعد اعتراف الدولة الرومانية بالدين المسيحي كدين رسمي لها، ظل الصراع قائماً بين مسيحية مصر، ومسيحية الدولة الرومانية، بينما لا يوجد هذا التأثير عند دخول الإسلام إلي مصر، فالعرب المسلمون هم من كان يحكم مصر، أثناء دخول الإسلام، فلم يكن هناك صراع بين المصريين المسلمين، وبين العرب الحاكمين، كالصراع الذي كان قائماً بين المصريين المسيحيين، والحكام الرومان، واثر هذا الفرق علي شكل الحراك الثقافي، في مدي تأثر الديانتين في مصر بالموروث الثقافي المصري، فهو في الديانة المسيحية كان صراع الهوية، والقومية، بينما غاب هذا اللون من الصراع إبان دخول الإسلام إلي مصر، فحتي الصراع أثناء مصر الفاطمية الشيعية، والأيوبية السنية، كان صراعاً إسلامياً إسلامياً، لم يكن للهوية المصرية دخل كبير فيه، بينما كان الصراع أثناء الدولة الرومانية صراعاً مصرياً مسيحياً قائماً علي الهوية القومية المصرية، فهناك نوعان من الفتن الطائفية التي يمكن رصدها في العمق التاريخي: فتنة مصرية ثقافية متصارعة مع دين وافد من الخارج مثل اليهودية والمسيحية، وفتنة نتاج صراع طائفي داخل مصرية الدين الواحد، نتاج مسيحية مصرية، ومسيحية غربية، أو إسلام شيعي، مع إسلام سني، لكن تكون القاعدة المشتركة للفتن الطائفية هي الصراع بين السلطة الدينية الرسمية، والدين كممارسة شعبية، وهي ما عبر عنها التاريخ الاسلامي في الصراع بين الإسلام السني مع أصولية إسلامية، أما الفتنة الطائفية المتصارعة بين المسيحية والإسلام، فهي صورة من العمومية والتي تعتبر بمثابة القشرة الخارجية لمظاهر أكثر عمقاً، ويحول الوقوف عند حدودها دون حل اي إشكالية للفتنة الطائفية إذا ما اقتصرت الرؤية عليها. انتشار المسيحية في مصر دعك من زيارة السيد المسيح وهو طفل إلي مصر، فهي زيارة لم ينتج عنها اي مد تبشيري ديني بالمسيحية في مصر، إلي الحد الذي جعل البعض يري ورود ذكرها الوحيد في إنجيل "متي" أنه قد جاء علي نحو غامض، وغير مفسر لأحداثها، ولم يكن دخول المسيحية إلي مصر علي سبيل الحدث المفاجئ، كما تميل العقلية المصرية بافتعال أيام محددة لميلاد الآلهة، وأماكن بعينها، ففعلت ذلك مع الدين المسيحي، إلا أن هناك من يقف منتقداً داخل كتب التاريخ المسيحي أمام هذا الدخول المفاجئ للمسيحية إلي مصر، ويرون أنها دخلت عن طريق التبشير بها بواسطة يهود الإسكندرية، وأنهم كان لديهم خصوصية دينية يهودية مصرية، مهدت لدخول المسيحية إلي مصر، وان أول فتنة طائفية عرفتها مصر كانت بسبب هذا الخلاف الديني اليهودي الذي بشر بالمسيحية في مصر، فالأديان تدخل إلي مصر عبر بوابة الفتن الطائفية، فبسبب الخلافات المذهبية بين يهود أورشليم، ويهود الإسكندرية، دخلت المسيحية إلي مصر في بداية انتشارها، وجاء تطور ونمو هذه الفتنة الطائفية، في صالح انتشار المسيحية في مصر، فأصبحت اليهودية بفضل الثقافة المصرية، قابلة لأن تؤدي إلي قبول التطور الفكري الذي أحدثته المسيحية، فالأصل وجود انشقاق مصري داخل اليهودية، أدي إلي تهيئة الأجواء في مصر لقبول المسيحية، لقد دخلت المسيحية إلي مصر علي قاعدة النبوءات التي يعتقدها المصريون، فقبلوا المسيحية علي اعتبار أنها نبوءة اليهودية، كما أن دخول المسيحية إلي مصر علي يد القديس"مرقس"، وزيارته إلي الإسكندرية قد تعرضت لنقد كبير من قبل قراء التراث التاريخي المسيحي، إلي الحد الذي يجعلها زيارة تخمينية، فمنذ اللحظة الأولي للمسيحية في مصر، كانت هي الدين الحل للخروج من أزمة الفتنة الطائفية اليهودية في مصر، وهنا يكون الحل لهذه الفتنة هو قبول الدين الجديد، بشرط أن يكون المتدين به خاضعاً لصراع الفتنة الطائفية، اي لان تكون مسيحياً مصرياً، يجب أن تكون يهودياً متطرفاً مصرياً. فالفتنة الطائفية يمكن الآن أن نلمح تعريفاً تاريخياً أولياً لها، عند تلك المرحلة من التاريخ المصري القديم، بأن الفتنة الطائفية هي نتاج الصراع المباشر بين الثقافة المصرية الشعبية، وثقافة وافدة إليها عن طريق التبشير بدين جديد.
بقلم : عمرو علي بركات
المصدر
http://www.alkaheranews.com/details.php?pId=13&aId=2400

الفتح الإسلامى لمصر :


تم فتح مصر فى عهد عمر بن الخطاب رضى الله عنه على يد عمرو بن العاص عام 20 هـ / 641 م .
وبدأت منذ ذلك التاريخ مرحلة هامة من مراحل التاريخ السياسى لمصر الإسلامية اضطلعت خلالها بدور مهم عبر مراحل التاريخ الاسلامى التى امتدت عبر عدة دول وامبراطوريات إسلامية تشمل بدءاً بالدولة الأموية , ثم الدولة العباسية فالاخشيدية فالدولة الفاطمية ثم الدولية الأيوبية , ثم عصر المماليك وأخيراً الإمبراطورية العثمانية التى كانت مصر إحدى ولاياتها لنحو ثلاثمائة عام .
وقد شهدت مصر خلال الحكم الإسلامي نهضة شاملة فى العمران والفنون تمثلت فى العمارة الإسلامية بإنشاء العديد من المساجد والقلاع والحصون والأسوار، كذلك الفنون الزخرفية التى تمثلت فى أول عاصمة إسلامية فى مصر وهى مدينة الفسطاط وبها جامع عمرو بن العاص ويُعد مقياس النيل بجزيرة الروضة أقدم أثر مصرى إسلامى والذى أنشأه الخليفة العباسى المتوكل بالله عام 245هـ·
ويتجلى ازدهار العمارة الإسلامية فى مدينة القطائع وجامع أحمد بن طولون الذى شيد على نهج جامع عمرو بن العاص مع إضافة النافورة والمئذنة والدعامات والزخرفة واللوحة التأسيسية ·· ومئذنة جامع ابن طولون هى الوحيدة فى مساجد مصر التى لها هذا الشكل .
وتقدمت العمارة الإسلامية فى العهد الفاطمى ويُعد الجامع الأزهر من أشهر فنون العمارة الفاطمية فى مصر، وكذلك الجامع الأنور " الحاكم بأمر الله" والجامع الأقمر.
وتميز العصر الأيوبى بتقدم العمارة، ومن أشهر معالمها بنـاء قلعة صلاح الدين وتمثل هذه القلعة العمارة الإسلامية منذ الدولة الأيوبية حتى عصر محمد على .
كما ترك المماليك ثروة فنية عظيمة تمثلت فى المساجد والقباب ودور الصوفية والقصور والمدارس والقلاع والأسبلة
                                              المصدر

http://my6egy.yoo7.com/t330-topic

انتصارات مصر من مينا الى السادات

انتصارات مصر من مينا الى السادات
الجيش المصرى هو أقدم جيش نظامى ثابت فى العالم ، بدأ أول حروبه المجيدة من أجل توحيد مصر على يد الملك مينا عام 3425 قبل الميلاد
وعلى مدى هذا التاريخ الطويل ، اتصف الجيش المصرى بالعديد من الصفات التى ميزته عن أى جيش آخر فى العالم ، وفى مقدمتها أنه لم يكن أبداً جيش عدوان أو احتلال أو اغتصاب لأرض أو حقوق الغير.. بل كان دائماً قوة من أجل دعم السلام وفرضه إذا تطلب الأمر .
كما كان الجيش المصرى طوال تاريخه مدرسة للقيم الإنسانية النبيلة فى أوقات السلم والحرب على السواء . وعلى مدى تاريخه سجل جيش مصر انتصارات عظيمة فى المعارك الحاسمة التى خاضها والتى أتيحت لرجاله فيها فرصة القتال والمواجهة .
حرب التوحيد :
قبل نحو ثمانية آلاف عام تم توحيد المقاطعات المصرية فى مملكتين : مملكة الوجه البحرى ، ومملكة الوجه القبلى ، وأصبح لكل منهما جيش منظم ، وظل هذا الأمر حتى عام 3425 قبل الميلاد عندما تم توحيد مصر نهائياً على يد الملك مينا .

وفى بداية الأسرة الثالثة تعرضت مصر لغارات من البدو على حدودها .. فسارع الملك زوسر بوضع اللبنات الأولى فى بناء جيش موحد ثابت لمصر .. وقد شهد تنظيم وتسليح هذا الجيش تطورات عديدة فى عصور الدولة القديمة والدولة الوسطى ، أما التطور الكبير فى تنظيم الجيش المصرى فقد حدث فى عهد الدولة الحديثة (1552 – 1085 ق.م ) .
وعلى مدى هذه القرون خاض الجيش المصرى معارك كبرى .. معارك تحرير واستقلال وقمع للأعداء والطامعين .
وفى عصر الدولة الوسطى تكالبت على مصر الهجرات العنصرية .. خاصة من قبل الجماعات الآسيوية التى عرفت بالهكسوس الذين أمكنهم الاستيلاء على السلطة لأول مرة فى تاريخ مصر .. وظل هؤلاء الغزاة يحكمون مصر قرابة قرن ونصف القرن من الزمان .

وقد وقع عبء تحرير مصر من هذا الوجود الأجنبى على عاتق الأسرة 17 ، وتجلت فى هذه الحروب أيات البطولة والشجاعة من الحكام والمقاتلين ، وشاركت بعض الملكات المصريات فى تلك الحروب مثل الملكة " أياح حتب " التى ساندت زوجها " سقنن رع الابن " فى كفاحه ضد الهكسوس حتى سقط كأول شهيد فى سبيل مصر ، فاستكمل ابنه أحمس الأول تحرير أرض مصر ، ويعد أحمس الأول بطل استقلال مصر فى العهد القديم وطارد الهكسوس من وادى النيل

معركة مجدو :
فى عام 1468 ق.م توفيت ملكة مصر حتشبسوت وخلفها فى الحكم تحتمس الثالث فحكم مصر 32 عاماً قاد خلالها 16 حملة عسكرية لتوطيد سلطان مصر ونفوذها فى كل أنحاء المعمورة المعروفة آنذاك .. ولم يعرف جيش مصر خلال حكمه طعم الهزيمة .. ويعتبر تحتمس الثالث من أعظم ملوك مصر القديمة وأقدر قوادها العسكريين والسياسيين ، ومن أشهر المعارك التى ارتبط بها اسمه معركة " مجدو" .
كانت مجدو – تل المسلم حالياً شمال شرق جبل الكرمة شمال فلسطين – منطقة ذات موقع استرايجى .. فتحرك إليها الجيش المصرى بقيادة تحتمس الثالث حتى انقض على أعدائه عام 1468 ق. م ، واختار تحتمس الهجوم عبر ممر مجدو مما كان مفاجأة كبرى لأعدائه .. فاختل نظامهم وتفرقت صفوفهم ، فحسم جيش مصر المعركة فى ساعات .

معركة قادش :
رمسيس الثانى هو أشهر ملوك مصر على الإطلاق .. ومؤسس الإمبراطورية الثانية فى تاريخ مصر القديمة ، ومن أعظم معارك رمسيس الثانى معركة قادش . وقد استهدفت مصر خلال هذه المعركة القضاء على تحالف الآسيويين المتربصين بأمن مصر ، ووضع رمسيس الثانى هدفاً لجيشه هو ضرب تجمعات الأعداء المجتمعين عند مدينة قادش السورية ذات الموقع الاستراتيجى ، وفى بداية المعركة فى عام 1285 قبل الميلاد ، تعرض رمسيس لخدعة من أعدائه .. وفى هذا الوقت العصيب برزت مهارات رمسيس الثانى وكفاءته العسكرية وأخرج جيشه من هذا المأزق وحول الهزيمة المنتظرة إلى نصر مظفر . وأسرع الملوك الخاتيين بتقديم فروض الولاء لفرعون مصر .. الذى قبل عرض الصداقة ، وتم توقيع أول معاهدة سلام فى التاريخ فى عام 1270 بين جيش مصر المنتصر وبين ملوك الخاتيين . لقد كانت معركة قادش ملحمة شجاعة وصمود ، وبطولة عظيمة للجيش المصرى بكل المعايير والمقاييس العسكرية

انتصار حطين :

صلاح الدين

منذ أن دخلت مصر الإسلام ، أصبحت حصن المسلمين وقلعتهم .. وأصبح جيش مصر درع وسيف الأمة الإسلامية .. وحقق لها النصر فى معارك كبرى سجلها التاريخ فى حطين وغيرها .
وتعد معركة حطين موقعة حاسمة فى تاريخ الشرق بل والغرب أيضاً .. فكانت هى المعركة الفاصلة بين الجيوش الإسلامية وجيوش الصليبيين ، ففى عام 1187 قاد صلاح الدين الأيوبى جيوشه فى اتجاه بحيرة طبرية ، ونشبت المعركة العنيفة واستطاع صلاح الدين على رأس فرقة القلب من جيشه دحر محاولات الصليبيين اختراق جيشه والوصول إلى طبرية ، وهكذا كان هذا النصر العظيم فى حطين بمثابة بداية النهاية للوجود الصليبى فى الآراضى المقدسة فى فلسطين ، وليعود بيت المقدس إلى أيدى المسلمين .
معركة المنصورة :

بعد هزيمة وطرد الصليبيين من الشرق عادوا بحملة أخرى بعد نحو نصف قرن .. وهى حملة قادها الملك لويس التاسع ملك فرنسا واستهدف خلالها غزو مصر والاستيلاء عليها .. واستغلت الحملة انشغال السلطان الصالح نجم الدين أيوب بإخماد بعض الاضطرابات بالشام .. وجاء الأسطول الفرنسى بحراً عام 1248 م مكوناً من 1800 سفينة تحمل 80 ألف مقاتلاً بمؤنهم ومعداتهم .
وفجأة مات السلطان الصالح نجم الدين فى نوفمبر 1249م ، وبدأ دهاء زوجته الملكة شجرة الدر ، التى أدارت البلاد والمعركة دون أن تعلن وفاة السلطان .
وبدأ المصريون يهاجمون حصون الفرنجة ، وأصابوهم بخسائر فادحة مما دفعهم إلى اتخاذ قرار بالهجوم الخاطف والدخول فى معركة فاصلة واندفع جيش الصليبيين لاقتحام المنصورة حيث وجهوا بأروع معارك التحم فيها المقاتلون مع أفراد الشعب وأنزلوا بالفرنجة أبلغ الخسائر .

سحق التتار فى عين جالوت :
" جنكيزخان"
طاغية ولد فى الصين .. قتل منها الآلاف فى مذابح وحشية وفتوحات قتالية فبسط سلطانه فى فترة وجيزة من حدود الصين إلى قلب أوروبا وعواصم الشام .
بعد وفاة " جانكيزخان " ، تولى الحكم حفيده " مكوفان " الذى استدعى أخيه " هولاكوخان" وكلفه بإخضاع بلاد المسلمين حتى أقصى بلاد مصر ، وبالفعل اجتاح التتار إيران ثم بغداد ودخل غزة وبالتالى وصلوا إلى مشارف مصر التى كان يتولى عرشها سيف الدين قطر الذى وصله إنذار من هولاكو فقبل قطز التحدى . وعند عين جالوت وقعت المعركة الكبرى .. واصطف الجيشان فى المواجهة وبعد تكتيكات بارعة من الطرفين حسمت شجاعة جيش المصريين وحكمة قادتهم المعركة .. وانقشع غبارها على جثث معظم جيش التتار الذى ذاق طعم الهزيمة لأول مرة
جيش مصر فى العصر الحديث :
بعد تولى محمد على باشا عرش مصر فى بداية القرن التاسع عشر ، أعاد بناء جيش مصر فى إطار مشروعه القومى لبناء دولة حديثة قوية فى مصر ، وخاض هذا الجيش حروباً عديدة أشهرها الحروب التى خاضها ضد تركيا فى الشام والتى أبلى فيها جيش مصر بلاء رائعاً ، وكشف عن بسالة الجندى المصرى وقدرته على استيعاب أحدث الأسلحة وخوض أعنف المعارك . وهكذا هزم جيش مصر القوات التركية فى معركة الزراعة فى 14 أبريل 1832 ، ثم معركة عكا فى 27 مايو 1832 ، ثم معركة حمص فى 6 يوليو 1832 ، ومعركة بيلان فى 30 يوليو 1832 .
حروب فى إطار الصراع العربى الإسرايلى :
وفى القرن الحالى خاض جيش مصر حروب فى إطار الصراع العربى الصهيونى فى 1948 عندما اشترك الجيش المصرى فى حرب فلسطين بعد القرار الذى أصدرته هيئة الأمم المتحدة في (15 من المحرم 1367هـ = 29 من نوفمبر 1947م) بتقسيم فلسطين، وإنشاء دولتين؛ إحداهما للعرب، والأخرى لليهود، وكان لهذا القرار أثر خطير في مصر؛ فاجتاح الناس شعور بالسخط والغضب والثورة ، وفى 1956 اعتدت كل من فرنسا و إسرائيل و بريطانيا على اثر قيام جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس ، ونفذت قوات الدول الثلاث الهجوم على مصر في يوم 29 أكتوبر عام 1956م فاحتلت القوات الإنجليزية و الفرنسية مدينة بورسعيد و لكنها عجزت عن التقدم نحو الإسماعيلية بسبب شدة المقاومة المصرية.
وفشل العدوان وكان من أهم أسباب فشله هو شدة المقاومة المصرية و التحام الجيش و الشعب ضد العدوان .
كما خاض الجيش المصرى حرباً أخرى مع إسرائيل عام 1967 ، عندما بدأت إسرائيل تختلق المنازعات وتشن الهجمات الانتقامية ضد الدول العربية المجاورة لها ، فأثارت مشكلة بعزمها على تحويل مجرى نهر الأردن ، كما أعتدت على سوريا فى نوفمبر 1966 ، وقامت بعدوان آخر فى 7 أبريل 1967 ، وهكذا ظلت الأحداث تتوالى وشبح الحرب يخيم على المنطقة .
وعندما بدأت إسرائيل فى حشد قواتها تغير التفكير فى الهجوم وأعادت القوات المصرية تنظم أوضاعها فى سيناء تبعاً للتحركات الإسرائيلية ، الأمر الذى استلزم إجراء تحركات كثيرة لكل الوحدات المصرية خلال تلك الفترة ، ولكن نتيجة لسرعة تعبئة القوات الاحتياطية المصرية لم تكن هذه الوحدات على درجة كافية من الاستعداد والتسلح حتى تتمكن من القتال بالكفاءة المطلوبة ، مما أدى إلى انتصار إسرائيل فى تلك الحرب .
وتركت هزيمة 67 أثراً قاسياً فى نفوس المصريين ورسمت الحزن على وجوههم ، ولكن وسط هذا اليأس انطلقت الإرادة المصرية لتعلن رفضها للهزيمة وتصميمها على إزالة العدوان مهما كانت التضحيات .
وبدأت القيادة المصرية تتبع نظام ضبط النفس حتى تتاح لها فرصة إعادة بناء القوات المسلحة تسليحاً وتدريباً وتنظيماً .
حرب الاستنزاف :
بدأت مرحلة الاستنزاف ضد القوات الإسرائيلية شرق القناة فى مارس 1969.. حيث تطورت الاشتباكات وتصاعدت حدتها كما فرضت قواتنا حرباً طويلة الأمد على القوات الإسرائيلية لاستنزاف مواردها وقوتها البشرية بعد ارتفاع معدلات خسائرها .
وفى يوم 8 مارس 1969 قصفت المدفعية المصرية قوات العدو على طول المواجهة ، واستمر القصف حتى تحطم أكثر من 80 % من تحصينات وقلاع خط بارليف .
وتابعت قواتنا مخططها لاستنزاف العدو ، فكانت عمليات العبور والإغارة على العدو شرقاً وغرباً ليلاً ونهاراً ، وبدأت جماعات العبور تأخذ أحجاماً أكبر حتى وصلت إلى سرية ، بل استطاعت كتيبة كاملة أن تعبر القناة إلى الضفة الشرقية وتتمسك بمواقعها وترفع عليها أعلام مصر .
وبدأت قواتنا البحرية تدخل حلبة الصراع ، حيث قامت وحداتنا البحرية يوم 9 نوفمبر 69 بقصف مواقع العدو فى مناطق رمانة وبالوظة على الساحل الشمالى بسيناء ، كما قامت الضفادع البشرية بهجوم جرئ على ميناء إيلات الإسرائيلى يوم 16 نوفمبر 1969 وتمكنت من إغراق 3 قطع بحرية للعدو .
وخلال يوم 29 نوفمبر 69 قامت قواتنا بإغارة على المنطقة القوية المعادية 146 للمرة الثانية حيث تم تدمير عدد من الدبابات والعربات للعدو بلغت خسائره فى الأفراد 40 فرداً بين قتيل وجريح .
وفى 5 فبراير 1970 قامت قواتنا بعمل كمين لقوات العدو على طريق القنطرة – التينة على الضفة الشرقية للقناة حيث تم تدمير ثلاث دبابات وثلاث عربات للعدو .
كما شهد ميناء إيلات للمرة الثانية هجوماً جريئاً لمجموعة من ضفادعنا البشرية يوم السادس فبراير 1970 ، دمر للعدو سفينتان وأصيبت سفينة ثالثة .
وفى الوقت الذى كانت قواتنا تنفذ فيه مخططاً دقيقاً لاستنزاف العدو على طول المواجهة ، حاولت القوات الإسرائيلية أن تقوم بعمليات خاطفة على بعض مواقعنا المنعزلة فى الجزيرة الخضراء وساحل خليج السويس ، وتحطمت كل تلك المحاولات .. ودفع خلالها العدو ثمناً باهظاً من الأفراد والمعدات والأسلحة .
ويوماً بعد يوما .. بدأت شبكة الصواريخ المصرية تشكل حائطاً صلباً فى مواجهة الطائرات الإسرائيلية ، بعد أن فشلت فى محاولاتها المحمومة لعرقلة بنائها .. ومعها بدأت معارك استنزاف الطائرات الإسرائيلية ، وشهد شهر يوليو 1970 تحطيم 21 طائرة إٍسرائيلية .
بدأت القيادة الإسرائيلية تعترف بأن حرب الاستنزاف خلقت موقفاً جديداً تماماً ، وأدركت أمريكا حجم الكارثة التى باتت تنتظر إسرائيل .. فكانت مبادرة روجرز ووقف إطلاق النار الذى بدأ فى 7 أغسطس 1970 .

حرب أكتوبر :
ثم يأتى يوم السادس من أكتوبر عام 1973 ، يوم عبور الجندى المصرى لقناة السويس ذلك اليوم الذى سطر سطراً مضيئاً فى تاريخ هذا الشعب العظيم الذى آمن بحقه فى استرداد الأرض والكرامة .
وبدأت الضربة الجوية الأولى فتحت باب النصر ، في الساعة 2 بعد ظهر السادس من أكتوبر 73 بقوة 220 طائرة أصابت أهدافها بنسبة 95% .
و بدأت ملحمة إنشاء معابر المعديات والكباري على قناة السويس بادئة بفتح 81 فتحة شاطئيه في الساتر الترابي بأسلوب التجريف بمضخات المياه النفاثة محققة إزالة 3 مليون متر مكعب من التربة ، وتمت الفتحة الأولى في الساعة 5.15 مساءً ، وتم أول إنشاء معبر معديات في الساعة 6.30 مساء ، وأول كوبري تم إقامته على القناة في الساعة 8.30 مساء .
وخلال أعمال قتال اليوم الأول دمرت قواتنا اكثر من 200 دبابة إسرائيلية وقتلت وأسرت وحاصرت أكثر من 1500 جندي وضابط إسرائيلي . ومن هنا يتجلى أن شجاعة المقاتل المصرى وجسارته هى سلاحه الأول فى عبور الحصون والموانع وهدم الاستحكامات والخطط التى أقامها العدو .. هذا هو الدرس الأول لنصر أكتوبر المجيد .. درس من الدروس التى علمها جيش مصر للعالم على مر العصور .. منذ انتصار أحمس المظفر على الهكسوس وطردهم شرقاً إلى انتصار جيش مصر على الإسرائيليين وطردهم شرق قناة السويس
المصدر

تزييف التاريخ الإسلامي في المدارس المصرية

تزييف التاريخ الإسلامي في المدارس المصرية

كما هو معروف في التاريخ الإسلامي بأن عبارة \”الفتح الإسلامي\” تم استخدامها من قبل المؤرخين العرب وذلك للدلالة علي احد الحدثين التالين 1- دخول الإسلام إلي مناطق أو دول جديدة 2- انتقال السلطة من خلافه إلي أخري كالانتقال من الخلافة الامويه إلي العباسية إلي العثمانية.

وقد درج علي استخدام مصطلح \”الفتح العثماني\” في كتب التاريخ في المدارس المصرية في اشاره إلي انتهاء دوله المماليك وبسط سيطرة الدولة العثمانية علي مصر عام 1517 ميلادية كما حدث في كل من الشام والعراق وشبه الجزيرة العربية وليبيا ودول المغرب العربي (تونس والجزائر).

ويعني استخدام مصطلح \”الفتح العثماني\” في اشاره إلي انضمام مصر تحت لواء الخلافة العثمانية في اسطنبول كما حدث في تاريخ مصر من قبل عندما كانت جزءا من الخلافة الامويه والخلافة العباسية والفاطمية- أي انه تطور طبيعي في الامبراطوريه الاسلاميه.

إلا أن قرر وزير التربية والتعليم في مصر بأمر من السلطات المصرية بتغيير مصطلح \”الفتح العثماني\” إلي \”الغزو العثماني\” \” كتاب الدراسات الاجتماعية للمرحلة الاعداديه صفحه 62 \” مما يعطي دلاله علي أن خضوع مصر تحت الحكم العثماني طوال 3 قرون كان خضوعا استعماريا ولم يكن انتقال مصر الطبيعي من دوله إسلاميه إلي دوله إسلاميه أخري كما هو معروف في التاريخ المصري.

إن عبارة \”الغزو العثماني\” تعطي دلاله خطيرة لدي عقول الطلبة في مصر وهي أن الأتراك قد استعمروا مصر طوال 4 قرون وهذا الاستعمار يتساوى مع الاستعمار الانجليزي لمصر والذي حدث عام 1882  واستمر لمده 70 عاما.

لماذا هذا التزوير في تاريخ مصر في هذا الوقت الحالي؟

إن هذا التزوير يحدث الآن بعد أن تنامي الشعور المصري المؤيد لسياسة الأتراك في منطقه الشرق الأوسط الناتج عن إعجابهم بالدور التركي في المنطقة وخاصة بعد عديد من ردود الفعل القوية التي أبداها رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ضد التصلف والعنصرية الاسرائيليه وقد تأكد ذلك بعد بعد قافلة \”أسطول الحر\” وبروز الأتراك المسلمين بقوه في التضامن مع قطاع غزه المحاصر من قبل الإسرائيليين والمصريين علي حد سواء.

فقد أرادت السلطات المصرية تشويه فتره الحكم التركي في مصر من عام 1517 إلي عام 1882 بحيث تصبح هذا الفترة من التاريخ \”فتره استعماريه\” في مصر عانت منها مصر من ويلات الاستعمار وهي تحت هذا الحكم كأي استعمار أخر وذلك لوضع بذور الكراهية والبغضاء في عقول الملايين من طلبه مصر تجاه الدولة التركية الحديثة.

ولكن السلطات المصرية قد نست أن فتره الحكم التركي لمصر كانت جزءا من \”الخلافة العثمانية\” التي شملت كل من العرق والشام وشبه الجزيرة العربية وليبيا والمغرب العربي وأن انتقال التبعية السياسية في هذه الدول لم يكن احتلالا وإنما كان تبادل الأدوار الاسلاميه في الحكم تحت راية الإسلام

مدير تحرير الصحيفه العربيه الالكترونيه
                                                           المصدر

http://saveegyptfront.org/selected-articles/13628.html


حقيقة تحول مصر إلي الإسلام

حقيقة تحول مصر إلي الإسلام

هذا التنوع في الخريطة الدينية لمصر ـ عند الفتح ـ والذي يجعل الأرثوذكس ـ الذين كانوا مضطهدين دينيًا ـ يمثلون أقل من نصف تعداد الشعب المصري يومئذ ـ هذا التنوع الديني هو الذي يفسر الحقيقة البالغة الأهمية التي تقول:
إن الدولة الإسلامية ـ التي امتدت من المغرب إلى فارس ـ والتي ضمت قرابة الأربعين مليونًا من السكان ـ قد ظلت نسبة المسلمين فيها بعد قرن من الفتح الإسلامي عند حدود 20% من السكان.. اللهم إلا مصر، التي كانت أسرع البلاد دخولاً في الإسلام، لأن أكثر من نصف سكانها ـ النصارى الموحدون.. والوثنيون ـ قد اعتنق الإسلام مع بداية الفتح الإسلامي.. بينما ظل الأرثوذكس والأقلية اليهودية على دياناتهم..
لقد كان تعداد مصر ـ عند الفتح ـ (سنة 20هـ ـ سنة 641م) 2.500.000 نسمة.



وفي نهاية خلافة معاوية بن أبي سفيان (20ق.هـ ـ 60هـ ـ 603 ـ 680م) ـ أي بعد نحو نصف قرن من الفتح الإسلامي ـ كان قرابة نصف المصريين على نصرانيتهم ـ وهم الأرثوذكس الذين تمرسوا في الصمود على عقيدتهم إبان الاضطهاد الروماني.. والذين أتاح لهم الفتح الإسلامي حرية دينية لم ينعموا بها من قبل ـ .
وفي نهاية عهد هارون الرشيد (149 ـ 193هـ ـ 766 ـ 809م) ـ أي بعد مرور قرابة القرنين من الزمان على تاريخ الفتح الإسلامي ـ كان تعداد غير المسلمين بمصر ـ نصارى ويهود ـ 650.000 نسمة ـ أي نحو ربع السكان، البالغ عددهم يومئذ 2.671.000 نسمة ـ أي أن قطاعات من النصارى الأرثوذكس ـ بعد التعرف على الإسلام ـ قد بدأوا يتحولون إليه..
وحتى القرن التاسع الميلادي ـ أي بعد قرنين ونصف من الفتح الإسلامي لمصر ـ كانت نسبة غير المسلمين في سكانها ـ من النصارى واليهود ـ 20" من هؤلاء السكان (1)
تلك هي حقائق التحولات الدينية التي جعلت أغلبية الشعب المصري تعتنق الإسلام منذ اللحظات الأولى للفتح الإسلامي.. والتي تجعل حديث الأنبا توماس عن "الضرائب.. والضغوط.. والطموحات" التي كانت سببًا في إسلام المصريين حديث "خرافة.. جاهلة" و"جهالة.. خرافية"..
فشهادة العلامة سير توماس أرنولد تقول:
"إنه من الحق أن نقول: إن غير المسلمين قد نعموا، بوجه الإجمال، في ظل الحكم الإسلامي، بدرجة من التسامح لا نجد لها معادلاً في أوروبا قبل الأزمنة الحديثة"(2)
وشهادة المستشرق الألماني الحجة آدم متز (1869 ـ 1617م) تقول:
"لقد كان النصارى هم الذين يحكمون بلاد الإسلام"(3)
وقبلهما كانت شهادة الأسقف يوحنا النقيوسي ـ الأسقف الأرثوذكسي.. شاهد العيان على الفتح الإسلامي ـ التي تقول:
"لقد نهب الرومان الأشرار كنائسنا وأديرتنا بقسوة بالغة، واتهمونا دون شفقة، ولهذا جاء إلينا من الجنوب أبناء إسماعيل لينقذونا من أيدي الرومان، وتركنا العرب نمارس عقائدنا بحرية.. ولم يأخذوا شيئًا من مال الكنائس، وحافظوا عليها طوال الأيام، وعشنا في سلام"(4)
تلك هي حقيقة إسلام الشعب المصري.. وسبقه وتسابقه إلى الإسلام..
وحتى الأرثوذكس ـ الذين ينتمي إليهم الأنبا توماس وأمثاله ـ فإن من الإهانة لهم أن يقال عنهم إنهم قد تحولوا إلى الإسلام لقاء دراهم معدودة كان المسلم يدفع أضعاف أضعافها في الزكاة.. لقد صمد هؤلاء الأرثوذكس قرونًا، وتمسكوا بعقيدتهم حتى عندما كانوا يقذفون بسببها إلى الأسود والسباع.. الأمر الذي يجعل من الإهانة لهم ـ ولحقائق التاريخ ـ أن يقال إنهم قد تركوا عقيدتهم بسبب الضرائب أو الضغوط أو الطموحات!..
ولكنه التعصب الأعمى الذي يقود أصحابه إلى الإساءة حتى إلى الذات.. أو الحب الجاهلي.. حب الدُّبة التي قتلت صاحبها من فرط الغرام!..
لقد أرجع العلماء واللاهوتيون الأوروبيون الكبار ـ ومنهم العلامة "كيتاني ـ ليون Caetani (1896 ـ 1926م) تحول نصارى الشرق نحو الإسلام إلى:
"وضوح التوحيد الإسلامي وبساطته وعمقه ونقائه، عندما قورن بالسفسطة المذهبية والتعقيدات العويصة التي جلبتها الروح الهلينية إلى اللاهوت المسيحي، الأمر الذي أدى إلى خلق شعور من اليأس، بل زعزع أصول العقيدة الدينية ذاتها. فلما أهلت أنباء الوحي الإسلامي من الصحراء، لم تعد المسيحية الشرقية، التي اختلطت بالغسن والزيف، وتمزقت بفعل الانقسامات الداخلية، وتزعزعت قواعدها الأساسية، واستولى على رجالها اليأس والقنوط من مثل هذه الريب، لم تعد المسيحية بعد تلك قادرة على مقاومة إغراء هذا الدين الجديد.. وحينئذ ترك الشرق المسيح وارتمى في أحضان نبي العرب.."(5)
تلك هي حقائق التاريخ.. وشهادات العلم والعلماء ـ من المسيحيين وليس من المسلمين! ـ ..
ـ كما يقول هذا الأسقف ـ في تعليل أسباب التوتر الطائفي في مصر ـ :
"إن الأصولية قد بدأت في مصر منذ السبعينيات. والقادة الآن هم نتاج هذا الاتجاه"
ـ ونحن نسأل:
أيهما أسبق، ما يسمى بأصولية السبعينيات؟.. أم الطائفية العنصرية الانعزالية، التي بدأت منذ الحملة الفرنسية على مصر سنة 1798م؟.. ثم برزت ـ في ظل غواية الاستعمار الإنجليزي ـ بالمؤتمر القبطي سنة 1911م؟.. وجماعة الأمة القبطية سنة 1952م؟.. ومسلسل الفتنة الطائفية والصدام مع الدولة، الذي قادته الكنيسة منذ 14 نوفمبر سنة 1971م؟!..
إننا أمام تاريخ قديم لهذه النزعة الطائفية العنصرية الانعزالية، التي افتعلت "مشكلة قومية للأقباط"، لتفتيت مصر، والانقلاب على ثوابت الهوية والحضارة والتاريخ..
ولا علاقة لشيء من ذلك بما يسمى بالأصولية ـ التي يحرم أهلها ـ في مصر ـ من أبسط الحقوق والحريات! ـ ..
ثم.. أليست الأرثوذكسية هي قمة الأصولية ـ بالمعنى السلبي ـ الذي يتحدث عنه الغربيون والمسيحيون ـ ومنهم الأنبا توماس؟!.. فمن هم ـ بهذا المعنى ـ الأصوليون الحقيقيون؟!..
ـ وبعد كل هذه المغالطات والجهالات يعترف الأنبا توماس ـ في محاضرته ـ :
"بأن عقلية مصر قد تحولت بالكامل إلى عربية وإسلامية.. وإذا تسنى لك زيارة مصر فلا تجد فرقًا بين مسلم ومسيحي، حيث يتقابل الناس ويعاملون بعضهم بالمودة والمحبة في الشارع والمواصلات والمدارس.. لكنك على الجانب الآخر ستجد أشخاصًا آخرين لهم مواقف أخرى"!
ـ إذن.. فالدعوة العنصرية ـ دعوة النكوص إلى ما قبل أربعة عشر قرنًا ـ هي دعوة للخروج على عقلية مصر كلها، وإلى الصدام مع ذاتيتها الكاملة. وهي دعوة تريد شق صف شعب "لا فرق فيه بين مسلم ومسيحي"، لحساب بعض الأشخاص الآخرين!! ـ باعتراف الأنبا توماس! ـ . الحائز على جائزة "مركز الحرية الدينية" الصهيوني ـ بمعهد هديسون ـ اليميني ـ في أمريكا الإمبريالية سنة 1992م؟!..
إن العروبة ـ في مصر ـ هي خيار الشعب المصري، بكل دياناته.. ولقد غدت هذه العروبة ثقافة الأمة كلها، والرابطة التي تربط مصر بمحيطها العربي الكبير.. فهي خيار وطني.. ورابط قومي.. ومقوم من مقومات الأمن المصري.
وإن الإسلام ـ في مصر ـ هو خيار ديني لأكثر من 94" من المصريين.. وهو خيار حضاري لجميع المصريين ـ المسيحيين منهم والمسلمين ـ ..
وإذا كانت العروبة والإسلام وافدين على مصر منذ أربعة عشر قرنًا.. فكذلك المسيحية وافدة على مصر.. و"الأقدمية" لن يستفيد منها سوى عبدة العجل أبيس!!
ـ وأخيرًا.. يقول هذا الأسقف ـ في نهاية محاضرته ـ أو "استغاثته الأمريكانية" ـ :
"إنه أمر مقلق أن أعدادًا كبيرة من المسيحيين تترك مصر والشرق الأوسط ككل.. المسيحيون يغادرون هذه المنطقة، وهذه علامة استفهام كبيرة، كما أنها أيضًا نداء للمعونة لمساعدة المسيحيين على البقاء في أوطانهم"!
ـ ونحن نقول: إذا كانت الهجرة المسيحية من الشرق عامة.. حتى في تركيا ـ الأتاتوركية ـ.. ولبنان ـ العلماني ـ .. والقدس وبيت لحم ـ تحت الاحتلال الصهيوني ـ .. والعراق ـ في عهد البعث العلماني وتحت الاحتلال الأمريكي ـ .. وسوريا ـ تحت حكم البعث العلماني ـ ... إذا كانت الهجرة المسيحية عامة في كل هذه البلاد.. والرحيل المسيحي من كل الشرق ظاهرة عامة، رغم انتفاء الأسلمة في هذه البلاد.. فلم لا يبحث الأنبا توماس ـ وأمثاله ـ عن الأسباب الحقيقية لهذه الهجرة وهذا الرحيل؟!..
وهل من أسبابها التغريب الذي يدفع للنزوح إلى "نعيم الغرب"، وخاصة بعد سقوط نماذج التغريب والتحديث على النمط الغربي؟..
وهل من أسبابها الانفصال عن المشكلات الحقيقية للشرق، وعن التحديات التي فرضت على شعوبه؟.
لقد بدأت الهجرة المسيحية ـ من مصر ـ عقب صدور قوانين الإصلاح الزراعي.. وتمصير الشركات الأجنبية.. وقرارات التأميم ـ في خمسينيات وستينيات القرن العشرين ـ لأن الذين هاجروا ورحلوا كانوا مميزين وممتازين من قبل سلطات الاحتلال الإنجليزي والشركات الأجنبية.. فلم يعجبهم العدل النسبي الذي حققته ثورة يوليو سنة 1952م، والذي مس الاستغلال الإقطاعي والرأسمالي والإداري الذي كان من نصيب الأقلية، وعلى حساب الأغلبية!..
هكذا كانت البدايات.. والأسباب للهجرة والرحيل!..
ثم.. إن الطائفية والانعزالية تجعل من المسيحيين ـ الذين سقطوا في شراكها ـ جاليات أجنبية، تهرب من النضال المفروض على شعوب الشرق إلى الثراء والدعة في الغرب.. ولعل واقع "الرحيل" ـ رحيل المسيحيين عن الشرق ـ وليس عن مصر وحدها ـ يؤكد هذه الحقيقة.. وفي الجدول الآتي فصل الخطاب عن واقع الرحيل المسيحي حتى من البلاد التي ليس فيها أسلمة ولا تعريب:
ـ تركيا: عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين قبل الآن 2.000.000 في سنة 1920م = 15"
عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين الآن 80.000 = 1"
ـ إيران: عدد أو نسبة المسيحيين قبل الآن 300.000 في سنة 1979م
عدد أو نسبة المسيحيين الآن 100.000
ـ سوريا: عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين قبل الآن 33" في سنة 1900م
عدد أو نسبة المسيحيين الآن 10"
ـ لبنان: عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين قبل الآن 55" في سنة 1932م
عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين الآن أقل من 30" مع ملاحظة أن حرب 2006 دفعت مليون للهجرة.
ـ القدس: عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين قبل الآن 53" في سنة 1922م
عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين الآن 10.000= 2"
ـ بيت لحم: عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين قبل الآن 85" في سنة 1948م
عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين الآن 12"
ـ فلسطين: عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين قبل الآن 20" في سنة 1948م
عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين الآن 65.000= 10"
ـ الضفة الغربية: عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين قبل الآن (لا يوجد)
عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين الآن 51.000
ـ غزة: عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين قبل الآن (لا يوجد)
عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين الآن 3.500
ـ العراق: عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين قبل الآن 1.250.000 في سنة 1987م = 5"
عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين الآن 700.000 في سنة 2003م =3" مع ملاحظة أنه بعد الاحتلال هاجر 350.000 والباقي 350.000 = 1.5"
ـ الأردن: عدد ـ أو نسبة ـ المسيحيين الآن 160.000 = 4"
أما في مصر: فإن نسبة الهجرة بين الشباب المسيحي تزيد عن 70" من عدد المهاجرين ـ مع العلم أن نسبتهم لمجموع السكان هي 5.8".. و95" من تأشيرات "اليانصيب" الأمريكية هي للمسيحيين!..
كما أن إحصاءات سنة 2006م تقول: إن جملة مواليد المسيحيين المصريين ـ في العامة ـ هي 50.000 ومتوسط المتحولين منهم إلى الإسلام ـ سنويًا ـ هو من 40.000 إلى 50.000 (6)
الأمر الذي دفع عددًا من الكتاب والباحثين الأقباط ـ والأجانب ـ إلى الاعتراف ـ ولأول مرة.. وبعد أن كانوا يبالغون في أعدادهم ـ بأنهم يواجهون الانقراض خلال القرن الواحد والعشرين.
ـ لقد كتب الدكتور كمال فريد اسحق ـ أستاذ اللغة القبطية ـ بمعهد الدراسات القبطية ـ بحثًا عن "انقراض المسيحيين المصريين خلال مائة عام" ـ قال فيه:
"إن نسبة المسيحيين المصريين تقل تدريجيًا، وذلك لأسباب ثلاثة:
أولها: الهجرة إلى الخارج.
وثانيها: اعتناق عدد كبير منهم الدين الإسلامي.
وثالثها: أن معدل الإنجاب عند المسيحيين ضعيف، على عكس المسلمين.
وإن هؤلاء المسيحيين ـ لذلك ـ سينقرضون في زمن أقصاه مائة عام"(7)
ـ وكتب الباحث القبطي ـ سامح فوزي.. يقول
"إن تعداد المسيحيين في المنطقة العربية يصل إلى ما بين ثلاثة عشر وخمسة عشر مليونًا.. ويتوقع بعض المراقبين أن يهبط هذا الرقم إلى ستة ملايين نسمة فقط بحلول عام 2020م، نتيجة موجات الهجرة المتوالية للمسيحيين، وهكذا تصبح المنطقة العربية على شفا حالة جديدة يغيب فيها الآخر الديني، ويصبح الإسلام هو الدين الوحيد والمسلمون هم وحدهم أهل هذه البلدان..
وتشير الدراسات إلى أن تعداد المسيحيين في تركيا كان مليوني نسمة سنة 1920م ولقد تناقص الآن إلى بضعة آلاف.. وفي سوريا كان تعداد المسيحيين في بداية القرن العشرين ثلث السكان.. ولقد تناقص الآن إلى أقل من 10".. وفي لبنان كان المسيحيون يشكلون سنة 1932م ما يقرب من 55" من السكان.. ولقد أصبح عددهم الآن يدور حول 30".. وفي العراق تناقص عدد المسيحيين من 800.000 ـ على عهد صدام حسين ـ إلى بضعة آلاف بعد الاحتلال الأمريكي.. وفي القدس.. قال الأمير الحسن بن طلال: إنه يوجد في "سدني" ـ باستراليا ـ مسيحيون من القدس أكثر من المسيحيين الذين لا يزالون يعيشون في القدس!"
والملاحظ أن كل البلاد التي تحدث سامح فوزي عن رحيل المسيحيين منها، ليس في أي منها أي لون من ألوان "الأسلمة" على الإطلاق!..(8)
ـ أما مجلة "نيوزويك" ـ الأمريكية ـ فلقد نشرت:
"إن الكثير من المسيحيين المصريين يرحلون عن مصر، هناك الآن ما بين 12 و15 مليون مسيحي عربي في الشرق الأوسط، ويمكن لهذا الرقم أن ينخفض إلى ستة ملايين فقط بحلول عام 2025م.
ولقد بدأت دول الشرق الأوسط تشهد تحولاً ملحوظًا من هذه الناحية: ففي سنة 1956م كان المسيحيون اللبنانيون يمثلون 56" من مجموع سكان لبنان، أما الآن فليس هناك أكثر من 30". وقد انخفض عدد المسيحيين في العراق من 1.4 مليون شخص سنة 1987م إلى 600.000 حاليًا. وكانت مدينة بيت لحم مسقط رأس السيد المسيح مدينة 80" من سكانها مسيحيون حين تأسست دولة إسرائيل سنة 1948م، أما الآن فلا يمثل المسيحيون فيها أكثر من 16".
وحسب "دروكر يستيانس" ـ رئيس تحرير "مجلة أمريكا" ـ فإنه في ظل هذا الرحيل الجماعي للمسيحيين العرب يتم فقدان الممارسات والثقافات القديمة. والمسيحيون الشرق أوسطيون في نهاية المطاف يخاطرون بالامتزاج في بحر المسيحية الغربية"!(9)
ونحن نلاحظ ـ مرة ثانية ـ أن البلاد التي تحدثت "نيوزويك" عن "الرحيل الجماعي" للمسيحيين عنها ـ لا علاقة لأي منها بأي لون من ألوان الأسلمة ـ التي تحدث عنها الأنبا توماس، باعتبارها الغول الذي يهدد المسيحية الشرقية، ويدفع المسيحيين الشرقيين إلى الرحيل!..
لكنه التعصب الأعمى، الذي يعمي المصابين به عن اكتشاف وتشخصين حقيقة الأمراض التي منها يعانون!..
                                                           المصدر
http://www.burhanukum.com/article1390.html

مصر درع الإسلام عبر التاريخ

مصر درع الإسلام عبر التاريخ
منذ الفتح الإسلامي لمصر في عهد أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب فإن مصر دخلت القوة الإسلامية وعاشت عبر التاريخ الإسلامي درعا واقية للأمة الإسلامية ولقد سبق فتح مصر بشارة من رسول الله للمسلمين بفتحها حينما قال لصحابته إذا فتح الله عليكم مصر فإتخذوا منها جندا كثيفا فإنهم في رباط الي يوم القيامة كما وصف رسول الله جند مصر بأنهم خير أجناد الأرض وبعد إنضمام مصر الي الدولة الإسلامية كانت مركز الجيوش الإسلامية التي فتحت شمال إفريقيا وضمت دوله الي الإسلام كما كانت مركز قيادة الجيوش التي فتحت أوروبا ...أسبانيا والبرتغال وأجزاء من فرنسا ودارت دورة التاريخ وأصاب الأمة الإسلامية الوهن والضعف لأنها تركت منهج ربها وتعرضت الأقطار الإسلامية للإعتداء من الأمم الآخري فكان الإعتداء الصليبي علي العالم الإسلامي وهنا هب صلاح الدين الأيوبي وقاد الجيش المصري العربي الإسلامي وألحق بالصليبيين هزائم متوالية في حطين وبيت المقدس وإسترد القدس فجاءت إليه دول أوروبا بجيوشها يقودهم ملك إنجلترا ...ريتشارد ابن هنري السفاح والملقب بقلب الأسد وبعد حروب طاحنة خاضها الجيش الإسلامي مع جيوش أوروبا عقد صلاح الدين الأيوبي صلحا مع جيوش أوروبا وعادت الي بلادها وقد خذلها الله ...ثم دارت دورة التاريخ مرة آخري وتمكن التتار من إجتياح العالم الإسلامي ووصلوا الي مصر وكان سقوط مصر يعني سقوط آخر معقل في العالم الإسلامي وإجتياح الشمال الإفريقي حتي يصل التتار الي أوروبا ويجتاحوها ويحكموا العالم إلا أن جيش مصر تحت قيادة ....السلطان ..قطز تمكن من هزيمة التتار في عين جالوت وأوقف الزحف التتري لإحتلال العالم ..وفي العصر الحديث حينما صنع الإستعمار الغربي دولة إسرائيل وأقامها علي الأراضي العربية في فلسطين وأمدها بأحدث الأسلحة وضمن لها التفوق العسكري والإقتصادي لكي تكون الشرطي الخاص في منطقة الشرق الأوسط لحماية مصالح الغرب وشنت حربا علي الدول العربية في عام 1967 وإحتلت أراضي مصر والأردن وسوريا والقدس بمباركة ومساعدة من الغرب وجاء عام 1973 ليتمكن الجيش المصري من تحدي الأسلحة الأمريكية التي تحملها القوات الصهيونية وألحق بالكيان الصهيوني هزيمة ساحقة ولولا تدخل أمريكا ودول أوروبا الغربية لإنتهي الكيان الصهيوني ...وإن نصر الامة الإسلامية القادم بإذن الله سوف يكون بأيدي خير أجناد الأرض كما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم......وسوف يبقي ما أخبر به رسول الله عن جند مصر هو بشارة النصر في كل زمان وستبقي مصر هي الدرع للإسلام كما كانت عبر القرون.......محمد محمد قياسه ....الأديب والكاتب والداعية الإسلام
                                                                      المصدر
http://www.maqalaty.com/%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D8%AF%D8%B1%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%B9%D8%A8%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-4802

الحياة الفكرية في مصر في عصر الدولة الإخشيدية

الحياة الفكرية في مصر في عصر الدولة الإخشيدية تشجيع الإخْشيديين للعلماء والأدباء والفُقَهاء


عندما حكَم الإخْشيديُّون مصرَ ازداد تيَّار العلم والأدب قوَّةً وازدهارًا، وكان السبب في ذلك أنَّ الأمراء الإخْشيديين وكبار دولتهم كانوا يعطفون على العلماء والأدباء، ويسدون إليهم كثيرًا من العطايا، ويمدُّون إليهم يد العون[1].

وكان ولاة الدولة الإخْشيديَّة في مصرَ متديِّنين، وكان الإخْشيد لا يتَأخَّر عن صلاة الجمعة في الجامع العتيق في رجب وشعبان وكذلك رمضان، وكان يحضر ختم القُرآن والدعاء في هذا المسجد[2]، وقد دعته جارته يومًا إلى التكاسُل عن حضور ختم القرآن في المسجد الجامع، فقال لها: ويحك! لعلَّه يكون في هذه الليلة رجل صالح له عند الله منزلة فيكون في دعائه: "اللهم اغفر لجماعتنا"، فعسى أنْ أدخل فيهم، ثم ركب إلى الجامع، وحضَر الصلاة والختم[3]، وكان يحبُّ قراءة القرآن، ويبكي عند سماعها[4].

ولذلك فقد كان بلاطُ الإخْشيد مجتمعًا للعلماء والأدباء والفُقَهاء والأطبَّاء[5]، وكان مِقدارًا لقيمة العلم والأدب، عارفًا لقدرهما في رفعة الدول وانحِطاطها، يصلُ أهل العلم بعَطاياه، ويرعاهم برعايته، ويستمع إلى أحاديثهم[6]، وكان يُدنِي إليه الشعراء، فمن شُعَرائه الشاعر "سعيد" المعروف بقاضي البقر، وكان هذا الشاعر مُقرَّبًا إلى الإخْشيد، يَبِيتُ عنده يُحادِثه ويسامره[7]؛ لما امتاز به من حُلو الفُكاهة وحُسن الحديث[8].

وكان الإخْشيد يَصُون مجلسه أنْ يجري فيه لغط أو قبيح، ولقد تنازَع أبو بكر بن الحداد[9] الفقيه وأبو الذكر محمد القاضي المالكي، وعبدالله بن الوليد، وجري بينهم لغطٌ كثير، فلمَّا انصرَفُوا، قال: يجري هذا في مجلسي! كدت والله أنْ آمُرَ بأخْذ عَمائمهم[10].

وقد سمع الإخْشيد بسيبويه المصري وأنَّه عالِمٌ في كلِّ فن، فطلب من غِلمانه أنْ يأتوا به، فعندما جاؤوا به، طلب الإخْشيد من أبي الحسن السامري، وكان ينقطع إلى الإخْشيد أنْ يسأل سيبويه: لِمَ تيَّه الله بني إسرائيل أربعين سنة دون ثلاثين ودون خمسين، فسأله فقال: نعم؛ إنما تيَّه الله بني إسرائيل عقوبةً، فجعلها أربعين سنة؛ لأنَّ الجسد يقبل الغذاء والنماء أربعين سنة، فإذا خلفها وراءه ردَّ الغذاء والنماء، فجعل الله أربعين سنة جزاء أربعين النَّعيم، فاستحسن الإخْشيد الجواب، وأمَر الوزير صالح بن نافع أنْ يُجرِي على سيبويه دِينارين لك شهر، فكان أبوه يقبضهما إلى أنْ مات، فظلَّ سيبويه يقبضهما إلى أنْ توفي صالح بن نافع سنة 340هـ[11].

وقد رُوِي أنَّه كان بعصر رجل يُعرَف بأبي القاسم بن عمرو بن نافع، وكان مشهورًا بعدله عند الشهود، وكان له ولدٌ يُكنى أبا جعفر يتفقَّه للشافعي، وكان أبو جعفر قد خرج إلى العراق فمكث هناك سنينًا ثم رجع إلى الشام، فأدخَلَه أبو علي إلى الإخْشيد بدمشق وعرف به، ووصفه له، فقال له الإخْشيد: أبوك الأبرص، قال: نعم، فقال له: لِمَن تتفقَّه، قال: للشافعي، فقال له الإخْشيد: أيش معنى قول المزني: "اختصرت هذا من قول الشافعي، ومن معنى قوله"؟ فأجاب أبو جعفر، وكانت هذه صنعته فأحسن الجواب، واستحسن الإخْشيد الجواب فولاَّه مظالم سواحل مصر[12].

وقد سار خُلَفاءُ الإخْشيد على نهجه في تشجيع العلماء والأدباء ومجالستهم، فكان أنوجور ابن الإخْشيد يجالس سيبويه المصري ويُنادِمه[13]، وقال أنوجور له: "يا أبا بكر، أي شيء تحبُّ؟ فقال: أحبُّ ناعِم الكساء، وليِّن الوطاء، وطيب الغذاء، ورفيع الحلوى آمرًا غير مأمور وغير مقهور، يعرف حقِّي الرفعا، ولا يدنو منه الوضعا، معافًى في جسمي؟؟؟؟ سري، طويلاً عمري، مغفورًا ذنبي، مرغوبًا لا مرهوبًا منِّي"[14].

وقد أمر علي بن الإخْشيد الحسن بن زولاق[15] بأنْ يكتب كتابًا يتناوَل فيه سِيرة أبيه محمد بن طغج الإخْشيد، فكتب كتابًا سماه "العيون الدعج"، وللحسن بن زولاق عدَّة مؤلَّفات أخرى منها "سيرة كافور الإخْشيدي"[16].

وتصلُ الحركة العلميَّة والأدبيَّة أوج ازدهارها في عهد كافور الإخْشيدي؛ فقد امتاز بحبِّه للعلم والعلماء[17]، وكان بلاطه قبلةً للعُلَماء والأُدَباء، فقد حرص أنْ يَفُوق في هذا الميدان بلاطَ الخليفة العباسي وسيفِ الدولة الحمداني[18].

وقد روى صاحب "النجوم الزاهرة" عن الذهبي: "وكان كافور يُدنِي الشعراء ويجزيهم، وكانت تُقرَأ عنده في كلِّ ليلة السير وأخبار الدولة الأمويَّة والعباسيَّة[19]، وكان له نظرٌ في العربيَّة والأدب والعلم[20].

وكان المتنبي قد سمع عن سَخاء كافور، ومَنْحِه الجوائز العلماء والأدباء؛ فقد سمع المتنبي أنَّ محمد بن عاصم الشاعر، قد أنشد كافورًا قصيدةً على أثر زلزلة عظيمة وقعت بمصر، فخافَ الناس من ذلك، وهربوا إلى الصحاري، وظنُّوا أنها القيامة، فدخل هذا الشاعر على كافور، وأنشده قصيدة عظيمة، من جملتها هذا البيت:

مَا زُلْزِلَتْ مِصْرُ مِنْ سُوءٍ يُرَادُ بِهَا
لَكِنَّهَا رَقَصَتْ مِنْ عَدْلِهِ طَرَبَا

فتفاءَل كافور بها، وأجازَه على هذه القصيدة ألف دينار[21].

ولذلك فقد فارَق المتنبي سيفَ الدولة ابن حمدان، وقصد كافورًا ومدَحَه بقصائد عديدة، وربما كان السبب في حُضور المتنبي إلى مصر ومدحه لكافور هو طمعه في أنْ يوليه كافور ولايةً من الولايات[22].

وقد عرف الولاة الإخْشيديُّون قدْر مصر ومنزلتها حتى بلغ الأمر أنَّ كافورًا الإخْشيدي أمَر عمر بن محمد بن يوسف الكندي المؤرِّخ المصري بأنْ يُؤلِّف كتابًا يُبيِّن فيه فضائل مصر، وما خصَّها الله - تعالى - من الفضل والخيرات على كثيرٍ من البلدان[23].

وقد رُوِي أنَّ كافورًا أمَر بعشرين ألف دينار لتُوزَّع على فُقَهاء الشافعية عندما سمع أنَّ الخليفة عبدالرحمن الناصر الأندلسي أرسل عشرة آلاف دينار لتُفرَّق على فُقَهاء المالكية[24]؛ ولذلك فقد ظهرت نهضة علميَّة وأدبيَّة في عهده، ونبغ في مصر - في عهده - كثيرٌ من الفُقَهاء والأدباء والمؤرِّخين، من أمثال: أبي بكر بن الحداد، وتلميذه سيبويه المصري، وأبي عمر الكندي، والحسن بن زولاق[25]، فكان اجتماع هؤلاء بعضهم ببعض سببًا من أسباب تقدُّم الحركة الفكريَّة، ونمو الاجتماعات الأدبيَّة[26].

وكما اهتمَّ الولاة الإخْشيديون بالعلماء والأدباء والفُقَهاء وشجَّعوهم، فقد اهتمَّ بهم أيضًا وزراء هذه الدولة، ومدوا لهم كثيرًا من الأيادي، فقد رُوِيَ أنَّ الوزير محمد بن علي بن مقاتل وزير الإخْشيد كان يُجرِي على سيبويه المصري خمسة دنانير كلَّ شهر[27].

وقد توفَّر لهذا العصر الوزير جعفر بن الفُرات[28] المعروف باسم "ابن خزابة"، وكان يُغدِق على العلماء، ويجزل صلاتهم، وظلَّ يقودُ الحركة العلميَّة بمصر طوال وزارته، وقد امتدَّت نحو عشرين عامًا من أيَّام كافور إلى قُرب نهاية الدولة الإخْشيديَّة، وطبعي ومثلُه يقوم على ذلك أنْ تمضي الحركة العلميَّة نحو التقدُّم والازدهار[29].

وقد رُوِيَ أنَّ الوزير أبا شجاع فاتكًا الروحي المعروف بـ(المجنون) قد راسَل المتنبي، وسأل عنده، واجتمع معه في الصحراء، وجرَتْ بينهما مفاوضات، وعندما رجَع فاتك إلى داره بعَث إلى المتنبي بهديَّة قيمتها ألف دينار، ثم أتبعها بهدايا أخرى، فمدحه المتنبي بقصيدته التي أولها:

لاَ خَيْلَ عِنْدَكَ تُهْدِيهَا وَلاَ مَالُ
فَلْيُسْعِدِ النُّطْقُ إِنْ لَمْ تُسْعِدِ الْحَالُ

إلى أنْ قال:

كَفَاتِكٍ وَدُخُولُ الْكَافِ مَنْقَصَةٌ
كَالشَّمْسِ قُلْتُ وَمَا لِلشَّمْسِ أَمْثَالُ[30]

ومن مظاهر تشجيع الإخْشيديين للعلماء والأدباء أنَّ الأمراء الإخْشيديين - على اختلافهم - قد جالَسوا سيبويه المصري تلميذ ابن الحداد - الذي سنتناوَلُه بالتفصيل عند حديثنا عن الأدباء فيما بعدُ - وتزيَّنوا بالصبر والجلد أمام نقدِه اللاذِع، وتهكُّمه المرِّ الشديد[31]، فقد رُوِي أنَّه رأى الناس يوم الجمعة قد اجتمَعُوا واحتشدت بهم الطرقات، فصاحَ بهم، ما هذه الأشباح الواقفة والتماثيل العاكفة، سلط عليهم قاصفة، يوم ترجف الراجفة، تتبعها الرادفة، وتغلي قلوبهم واجفة! فقال له رجلٌ: أهو الإخْشيد ينزل للصلاة، فقال: هذه للأضلع البطين، المسمن البدين، قطَع الله منه الوتين، ولا سلك به ذات اليمين، ما كان يكفيه صاحب ولا صاحبان، ولا حاجب ولا حاجبان، ولا تابع ولا تابعان، لا قَبِلَ الله له صلاة، ولا قرَّب له زكاة، وعمر جثته الغلاة"[32]، ورغم كلِّ هذا النقد والكلام اللاذع الشديد فلم يروِ أحدٌ من المؤرِّخين أنَّ الإخْشيد عاقَبَه على ذلك[33].

وكذلك روَى الحسن بن زولاق: "ترك كافور يومًا لصلاة الجمعة في مواكبه، فسمع صِياحًا عند مسجد الريح، فقال: أيُّ شيء هذا؟ قالوا: سيبويه، فقال: استروه عنِّي بالدرق، وهو يصيح: أبا المسك، مدحُ القط خزيٌ في السعير، لا أعتق الله منك قلامة ظفر، ثم التفت إلى الناس فقال: حصلنا على خَصِيٍّ وامرأة، لا ندري، يعني بالخصي كافورًا، وبالصبي عليَّ بن الإخْشيد، وبالمرأة أمَّه"[34].

ومع ذلك فلم يروِ أحدٌ من المؤرخين أنَّ كافورًا الإخْشيدي قد اتَّخذ موقفًا أو قرارًا بالانتقام منه[35].

ونستخلص من كلِّ ما سبق أنَّ الإخْشيديين كانوا يُشجِّعون العلماء والأدباء وغيرهم من أولى العلم، رغم أنَّ بعضهم قد تطاول عليهم بالنقد، وقد ساعَد كلُّ هذا على ازدهار الحركة الفكريَّة في ذلك الوقت.


[1] أحمد حسين، موسوعة تاريخ مصر، ج2، ص515.
[2] ابن سعيد، المغرب في حلى المغرب، ص185، انظر: د. سيدة إسماعيل كاشف، مصر في عهد الإخشيديين، ص116، د. حمدي عبدالمنعم حسين، محاضرات في تاريخ مصر الإسلامية، ص349، والموسوعة الميسرة في التاريخ الإسلامي، ج1، ص353.
[3] د. سيدة إسماعيل كاشف، مصر في عصر الإخشيديين، ص115، انظر: الموسوعة الميسرة في التاريخ الإسلامي، ج1، ص353.
[4] د. سيدة إسماعيل كاشف، مصر في عصر الإخشيديين، ص116، الموسوعة الميسرة، ج1، ص353.
[5] د. حمدي عبدالمنعم، محاضرات في تاريخ مصر الإسلامية، ص349.
[6] د. سيدة إسماعيل كاشف، مصر في عصر الإخشيديين، ص121.
[7] ابن سعيد، المغرب في حلى المغرب، ص184.
[8] المصدر السابق، ص184، انظر: د. سيدة إسماعيل كاشف، مصر في عصر الإخشيديين، ص324.
[9] هو أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر الكناني المعروف بابن الحداد الفقيه الشافعي المصري، صاحب كتاب "الفروع"، وهو كتابٌ صغير الحجم عظيم الفائدة، وكان ابن الحداد قد أخَذ الفقه عن أبي إسحاق المروزي، وكان ابن الحداد فقيهًا محققًا غوَّاصًا على المعاني، تولى القضاء بمصر والتدريس، وكانت الملوك والرعايا تكرمه وتعظمه، وتقصده في الفتاوى والحوادث، وكان يقال في زمنه: "عجائب الدنيا ثلاث: غضب الجلاد، ونظافة السماء، والرد على ابن الحداد"، وكانت ولادته سنة 264هـ، وتوفي سنة 345هـ، وقد حدث عن أبي عبدالرحمن النسائي وغيره، وكان مُتصرِّفًا في علوم كثيرة: في القرآن، والفقه، والحديث، والشعر، وأيام العرب، والنحو، واللغة وغير ذلك، وقد حضر جنازته الأمير أبو القاسم أنوجور ابن الإخشيد، وكافور، وجماعة من أهل البلد، وتوفي وله تسع وسبعون سنة، وأربعة أشهر ويومان، والحداد بفتح الحاء المهملة، وتشديد الدال ثم دال بعد ألف، وكان أحد أجداده يعمل الحديد ويبيعه فنسب إليه، انظر: الحسن بن زولاق، أخبار سيبويه المصري، ص66، وانظر: ابن خلكان، وفيات الأعيان، ج2، ص327.
[10] ابن سعيد، المغرب في حلى المغرب، ص182، انظر: د. سيدة إسماعيل كاشف، مصر في عصر الإخشيديين، ص112.
[11] الحسن بن زولاق، أخبار سيبويه المصري، ص26، 27.
[12] ابن سعيد، المغرب في حلى المغرب، ص181، وانظر: د. سيدة إسماعيل كاشف، مصر في عصر الإخشيديين، ص303، د. حمدي عبدالمنعم، محاضرات في تاريخ مصر الإسلامية، ص 349.
[13] الحسن بن زولاق، أخبار سيبويه المصري، ص18، 36، انظر: د. سيدة كاشف، مصر في عصر الإخشيديين، ص303.
[14] الحسن بن زولاق، أخبار سيبويه المصري، ص57.
[15] هو أبو محمد الحسن بن إبراهيم بن الحسين بن الحسن بن زولاق الليثي المصري، ولد بفسطاط مصر في شعبان سنة 306هـ (919هـ)، وتوفي في الخامس والعشرين من ذي القعدة سنة 387هـ (997م)، نشَأ في مهد العلم والدرس، فكان جدُّه الحسن بن علي من مَشاهِير العلماء، ودرس الفقه على أبي بكر بن الحداد، ودرس الرواية التاريخيَّة على أبي عمر الكندي، وللأسَف لم يصلنا من تراثه إلا كتاب أخبار سيبويه المصري رغم أنَّه كان من أشهر مُؤرِّخي الدولة الإخشيدية، انظر: ابن خلكان، وفيات الأعيان، ج1، ص167، د. محمد عبدالله عنان، مؤرخو مصر الإسلامية، ص34 - 35، الهيئة المصرية العامة للكتاب، (1999م).
[16] د. علي إبراهيم حسن، استخدام المصادر وطرق البحث في التاريخ الإسلامي، ص140، 141، مكتبة النهضة بالقاهرة، ط21، (1987).
[17] د. أحمد مختار العبادي، في التاريخ العباسي والفاطمي، ص146.
[18] د. محمد عبدالحميد الرفاعي بالاشتراك مع د. أحمد كامل محمد صالح، تاريخ مصر الإسلامية حتى نهاية الدولة الفاطمية، ص116، دار الثقافة العربية بالقاهرة، ط1، 141هـ - 1990م)، انظر: د. أحمد مختار العبادي، في التاريخ العباسي والفاطمي، ص146، د. حمدي عبدالمنعم، محاضرات في تاريخ مصر الإسلامية ص97.
[19] ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة، ج2، ص285، انظر: د. سيدة إسماعيل كاشف، مصر في عصر الإخشيديين، ص138، د. حسين أحمد محمود وآخرون، دراسات في تاريخ مصر في العصور الوسطى والحديثة، ص50.
[20] ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة، ج4، ص6، انظر: د. سيدة إسماعيل كاشف، مصر في عصر الإخشيديين، ص128، د. حسن إبراهيم حسن، تاريخ الإسلام، ج3، ص155.
[21] ابن خلكان، وفيات الأعيان، ج2، ص285، انظر: ابن إياس، بدائع الزهور، ج1، ص181، أحمد حسين، موسوعة تاريخ مصر، ج2، مطبوعات الشعب، (د. ت)، ص530، د. سيدة كاشف، مصر في عصر الإخشيديين، ص149.
[22] ابن سعيد، المغرب في حلى المغرب، ص200.
[23] الكندي، فضائل مصر، ص419، ت د. إبراهيم أحمد العدوي، على محمد عمر، ط مكتبة وهبة مصر، دار الفكر، بيروت، (1391هـ - 1971م)، انظر: د. فتحي عبدالمحسن محمد، الشعر في مصر في ظل الدولتين: الطولونية والإخشيدية، ص33.
[24] د. حمدي عبدالمنعم، محاضرات في تاريخ مصر الإسلامية، ص349، د. علي حسين الخربوطلي، مصر العربية الإسلامية، ص142.
[25] الحسن بن زولاق، أخبار سيبويه المصري، ص6، انظر: د. حسن إبراهيم حسن، تاريخ الإسلام، ج3، ص155، د. علي حسن الخربوطلي، مصر العربية الإسلامية، ص97.
[26] الحسن بن زولاق، أخبار سيبويه المصري، ص6.
[27] الحسن بن زولاق، ص35، انظر: د. حمدي عبدالمنعم، محاضرات في تاريخ مصر الإسلامية، ص349.
[28] هو جعفر بن الفضل، بن جعفر، بن محمد، بن موسى، ابن الحسن، بن الفرات، المعروف "بابن خزابة"، وخزابة اسم أمهم، كانت جارية، وقد نزل مصر، وتقلَّد الوزارة لأميرها كافور، وكان أبوه وزير المقتدر بالله، وقد حدَّث أبو الفضل عن محمد بن إبراهيم الحضرمي، وطبقة من البغداديين، وعن محمد بن سعيد البرجمي الحمصي... وروى عنه الدارقطني في كتاب المديح وغيره إلى أنْ قال: قرأت في كتاب محمد بن علي بن عمر بن الفياض، ولد أبو الفضل جعفر بن الفضل بن جعفر بن محمد بن الفراح في ذي الحجة، لثمانٍ خلون من سنة ثمانٍ وثلاثمائة، وذكر لي محمد بن علي الصولي أن وفاته كانت قبل تسعين وثلاثمائة، وقال لي عبدالله بن سبعين القيرواني: ليس كذلك، إنما توفي في سنة إحدى وتسعين، وهذا القول هو الصحيح، وذكر بعض المصريين أنَّه توفي يوم الأحد: لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة إحدى وتسعين، انظر: ياقوت الحموي، معجم الأدباء، ج2، ص376 - 383، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، (1411هـ - 1991م).
[29] د. نجوى معتصم أحمد، للغزل في الشعر المصري، من القرن الثالث إلى نهاية العصر الفاطمي، ص22، مكتبة الآداب بالقاهرة، ط1، (1426هـ - 2005م).
[30] ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة، ج4، ص5، انظر: د. أحمد مختار العبادي، في التاريخ العباسي والفاطمي، ص146.
[31] د. حمدي عبدالمنعم، محاضرات في تاريخ مصر الإسلامية، ص349.
[32] الحسن بن زولاق، أخبار سيبويه المصري، ص28، انظر: د. حمدي عبدالمنعم، محاضرات في تاريخ مصر الإسلامية، ص349، 350.
[33] د. حمدي عبدالمنعم، محاضرات في تاريخ الإسلامية، ص350.
[34] الحسن بن زولاق، أخبار سيبويه المصري، ص32.
[35] د. حمدي عبدالمنعم، محاضرات في تاريخ الإسلام، ص350.
                                                                                 المصدر
http://www.alukah.net/Culture/0/33463/