تزييف التاريخ الإسلامي في المدارس المصرية
تزييف التاريخ الإسلامي في المدارس المصرية
0
كما هو معروف في التاريخ الإسلامي بأن عبارة \”الفتح الإسلامي\” تم استخدامها من قبل المؤرخين العرب وذلك للدلالة علي احد الحدثين التالين 1- دخول الإسلام إلي مناطق أو دول جديدة 2- انتقال السلطة من خلافه إلي أخري كالانتقال من الخلافة الامويه إلي العباسية إلي العثمانية.
وقد درج علي استخدام مصطلح \”الفتح العثماني\” في كتب التاريخ في المدارس المصرية في اشاره إلي انتهاء دوله المماليك وبسط سيطرة الدولة العثمانية علي مصر عام 1517 ميلادية كما حدث في كل من الشام والعراق وشبه الجزيرة العربية وليبيا ودول المغرب العربي (تونس والجزائر).
ويعني استخدام مصطلح \”الفتح العثماني\” في اشاره إلي انضمام مصر تحت لواء الخلافة العثمانية في اسطنبول كما حدث في تاريخ مصر من قبل عندما كانت جزءا من الخلافة الامويه والخلافة العباسية والفاطمية- أي انه تطور طبيعي في الامبراطوريه الاسلاميه.
إلا أن قرر وزير التربية والتعليم في مصر بأمر من السلطات المصرية بتغيير مصطلح \”الفتح العثماني\” إلي \”الغزو العثماني\” \” كتاب الدراسات الاجتماعية للمرحلة الاعداديه صفحه 62 \” مما يعطي دلاله علي أن خضوع مصر تحت الحكم العثماني طوال 3 قرون كان خضوعا استعماريا ولم يكن انتقال مصر الطبيعي من دوله إسلاميه إلي دوله إسلاميه أخري كما هو معروف في التاريخ المصري.
إن عبارة \”الغزو العثماني\” تعطي دلاله خطيرة لدي عقول الطلبة في مصر وهي أن الأتراك قد استعمروا مصر طوال 4 قرون وهذا الاستعمار يتساوى مع الاستعمار الانجليزي لمصر والذي حدث عام 1882 واستمر لمده 70 عاما.
لماذا هذا التزوير في تاريخ مصر في هذا الوقت الحالي؟
إن هذا التزوير يحدث الآن بعد أن تنامي الشعور المصري المؤيد لسياسة الأتراك في منطقه الشرق الأوسط الناتج عن إعجابهم بالدور التركي في المنطقة وخاصة بعد عديد من ردود الفعل القوية التي أبداها رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ضد التصلف والعنصرية الاسرائيليه وقد تأكد ذلك بعد بعد قافلة \”أسطول الحر\” وبروز الأتراك المسلمين بقوه في التضامن مع قطاع غزه المحاصر من قبل الإسرائيليين والمصريين علي حد سواء.
فقد أرادت السلطات المصرية تشويه فتره الحكم التركي في مصر من عام 1517 إلي عام 1882 بحيث تصبح هذا الفترة من التاريخ \”فتره استعماريه\” في مصر عانت منها مصر من ويلات الاستعمار وهي تحت هذا الحكم كأي استعمار أخر وذلك لوضع بذور الكراهية والبغضاء في عقول الملايين من طلبه مصر تجاه الدولة التركية الحديثة.
ولكن السلطات المصرية قد نست أن فتره الحكم التركي لمصر كانت جزءا من \”الخلافة العثمانية\” التي شملت كل من العرق والشام وشبه الجزيرة العربية وليبيا والمغرب العربي وأن انتقال التبعية السياسية في هذه الدول لم يكن احتلالا وإنما كان تبادل الأدوار الاسلاميه في الحكم تحت راية الإسلام
مدير تحرير الصحيفه العربيه الالكترونيه
المصدر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق